لبنان وإرهاصات إجتياح عام1982
د.نسيب حطيط
قبل الإجتياح الإسرائيلي للجنوب عام1978،أشعلت إسرائيل الحرب الأهلية لبنان عام1975 بعنوان منع هيمنة السلاح الفلسطيني واستغلت بعض المسيحيين كأدوات وبوسطة(عين الرمانة)كصاعق تفجير.
والظاهر أن السيناريو الإسرائيلي يتكرر في لبنان من جديد بنفس العنوان وتغيير الأسماء وبعض الأدوات لإشعال فتنة داخلية(سنية-شيعية) بديلا للحرب الطائفية(مسيحيين ومسلمين).وتعتمد الخطة العناوين والأدوات التالية:
- نزع سلاح المقاومة بدل نزع سلاح المقاومة الفلسطينية.
- إستخدام أطراف(سنية)بدل الأطراف المسيحية.
- إشراك الفلسطينيين في الحرب عبر القوى التي تمثل الذراع الجهادية للأخوان المسلمين لدعم(أهل السنة)في لبنان كما أشترك الفلسطينيون مع الحركة الوطنية اللبنانية.
- إستبدال بواسطة عين الرمانة(ببوسطة الأسير)أو غيره.
- تفكيك الجيش اللبناني مذهبيا بينما انقسم في العام1975طائفيا، وقد بدأت تباشيره بمحاكمة العسكريين وفتاوى التكفيريين وكسر هيبة الجيش.
إن إشعال إسرائيل للحرب عام1975 جاء ردا على هزيمتها في حرب تشرين عام1973 على الجهتين السورية والمصرية ،والفتنة القادمة إلى لبنان ستكون بعد هزيمة المشروع الأميركي في سوريا وثأرا لهزيمة إسرائيل في لبنان مرتين متتاليتين عام2000وعام2006وإن تحضيرات الفتنة القادمة تتسارع بشكل خطير، وبدأت ملامحها الميدانية تظهر وتترسخ وأولى خطواتها إدخال العامل الفلسطيني بعنوان(مذهبي)ضد المقاومة، ولذا كانت خطوة إلغاء الرقابة على المخيمات في الشمال إبتداء لتسهيل تحرك بعض القوى لإستيعاب المسلحين الفارين من سوريا خاصة ،وسيتبعه إلغاء الرقابة عن مخيم عين الحلوة لدعم قوى المستقبل وبعض الحركات السلفية لقطع الطريق على المقاومة في الجنوب،وماحدث من مناورات لقطع مداخل صور في الجنوب من الفلسطينييين بذرائع سخيفة(هدم بناء مخالف-تقديمات الأونروا...)حيث أن المخيمات الفلسطينية تتحكم بمداخل صور الثلاثة(البص-الرشيدية-برج الشمالي).
وكانت محاولة خطف الزوار في سوريا لإستدراج اهاليهم ضد العمال السوريين(مذهبيا) لتعبئتهم ضد المقاومة والإستفادة من عديدهم وخبراتهم القتالية(أكثرهم أدوا التجنيد الإجباري)وذلك لتحقيق التوازن العددي بين المقاومة وجمهورها من جهة وبين القوى التي ستستخدمها إسرائيل في الفتنة سواء عن معرفة أو عن غير معرفة،ولتكرار إستقدام(الأفغان العرب)إلى سوريا والقاعدة وغيرها.
المشكلة أن بعض القوى السياسية خاصة التي تمثل الطائفة السنية الكريمة،تتحرك بلسانيين ووجهين ففي الظاهر ضد(قطع الأسير)لطريق الجنوب وإستفزازاته وشتائمه ....لكننا نسأل لو أن الدولة تحركت لإزالة الإعتصام أو نقله أو محاسبة الأسير قانونيا... هل سيعتبر هؤلاء هذا الفعل ضد الطائفة أم لا ..؟هل سيتحرك أحد لضبط الشتائم والإستفزازات ...و هل أن تيار المستقبل يقود الشارع السياسي السني أم أنه عاجز أو يمارس المناورة السياسية والتكتيك الأمني بحيث يؤمن الغطاء لكل هذه الأفعال ويرعاها ومن ثم يجاهر بالتصريحات الخجولة والعامة ضد هذه الأفعال.
إذا كان البعض يبرر أفعال الشارع السني،والإكثار من إستراتيجية الجماعات(غير المنضبطة)ظاهرا والمنظمة واقعا،فإن الآخرين لديهم القدرة أيضا على على ذلك إن أرادوا، وإن أستطاع البعض قطع طريق، فالأخرون يستطيعون أيضا، فالكل يستطيع قطع الطرق على غيره ومن ظن أنه يستطيع الصياح على إمارته فهوا واهم وساذج.
الظاهر أن(بوسطة الأسير)مجهزة لإشعال الفتنة،وكلما فرت المقاومة وجمهورها من الفتنة، وصموا أذانهم عن الشتائم وقلة الأدب،ليس جبنا أو ضعفا ، بل وعيا ووطنية وحفظا للوحدة ، لكن الآخرين يزيدون من إستفزازاتهم وشتائمهم.
لكننا نخاف أن يبادر من حرض (الأسير) من أجهزة المخابرات بأن يعمد إلى إستعماله كوقود فتنة وعقابا له على فشله في إشعالها،والتعرض له أو لأنصاره، وإتهام جهة معينة بذلك،لأن المطلوب إشعال الفتنة في لبنان بأي ثمن مقدمة لفتح الداخل اللبناني أمام الإجتياح الإسرائيلي الجديد كما في عام1982وستركب الدبابات الإسرائيلية قوى سياسية من طائفة إسلامية بدل بعض المسيحيين لإعادة إغتصاب بيروت العاصمة ...عندها لعل البعض يسترجع كرامته المفقودة ويحصل على مكافآته الإسرائيلية... كما نالها العملاء السابقون.